18 فبراير 2022

جابر عصفور المنهج والمنهجية في قراءة التراث النقدي


يثابر ماستر النقد القديم أنساقه ومناهجه على صناعة باحثين حقيقيين، ليس همهم الحصول على نياشين المعرفة الجامعية التي تسمى شهادات؛ وإنما يطمحون إلى الانخراط الفعلي في أسئلة الشعب والوطن التي يعرفها الجميع تحت عنوان: التنمية الإنسانية.

وفي أفق تقديم أعمال هؤلاء الباحثين الحقيقيين للقارئ، الهاوي والمتنور، انخرط مختبر تحليل الخطاب وأنساق المعارف في تحضير سلسلة من البحوث العلمية تحمل اسم: مشاعل القاضي عياض؛ وهي توأم ومتمم السلسلة التي أصدرناها سابقا تحت اسم: منارات القاضي عياض.
وهذا الكتاب في الأصل رسالة جامعية تقدم بها الطالب الجاد والطموح المصطفى سعود لنيل شهادة الماستر تحت إشراف الأستاذ القدير الزميل مولاي يوسف الإدريسي؛ إذ أشرف على هذا البحث حين كان هنا (المغرب) وكتب مقدمته من هناك (جامعة قطر)؛ وهنا وهناك، يظل الأستاذ الإدريسي ذاك الباحث المنشغل دوما بتجديد السؤال في مدارات البحث العلمي الرصين؛ ويظل دائما في ذاك الموقع الشرفي الذي تسمح به مؤسسة الإشراف والذي يسمح بدوره بحيازة قصب السبق في الكلام والكتابة ضمن هذا الموقع الشرفي الذي تواضع الناس على تسميته: الخطاب المقدماتي.

والكتاب في صيغته الراهنة، يطمح إلى الانخراط ضمن أفق علمي معرفي يشدد على قيمة مشروع المرحوم الدكتور جابر عصفور في قراءة التراث النقدي والبلاغي عند العرب وفق منهجية نسقية تقارب تنوعه وغناه، وتفتش في فاعليته وقوة علائقه براهن المعرفة ومستقبلها.

وإذ يشتغل هذا الكتاب على سؤال المنهج والمنهجية في جابر عصفور للتراث النقدي العربي، بوصفه واحدا من الأسئلة التي تحكمت بمشروعه العلمي وشيدت إشكالاته الكبرى؛ فهو ينطلق بدوره من مجال استفهامي عريض وشائك: كيف قرأ الفكر النقدي الحديث والمعاصر خطاب النقد العربي القديم؟ ما الأدوات النظرية والآليات المنهجية التي تمت بها مساءلة هذا التراث؟ هل لقراءة جابر عصفور ما يميزها عن سائر القراءات؟ وما طبيعة هذا التميز؟ ثم ما طبيعة الأسئلة المنهجية التي اقترحتها قراءته؟ وما نسق الآلات النظرية التي توكأ عليها في القراءة والمقاربة والتأويل؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

2018 حصاد