11 نوفمبر 2021

جماليات الغرض الشعري

 خميس القاضي عياض

شكل خميس القاضي عياض قسما من الرأسمال الرمزي لكلية الآداب بجامعة القاضي عياض على امتداد أكثر من ثلاثة عقود. ومنذ عام 1917، استعاده مختبر تحليل الخطاب وأنساق المعارف واستأنفه بصيغ مُسْتَجَدَّة ومتنوعة ما فتئ الزميل الأستاذ الدكتور مولاي يوسف الإدريسي يبتكر فيها ويبتدع. وكثيرة هي إبداعاته العلمية والثقافية في الحقل الجامعي...


وبرغم غيابه النسبي عن فريقي المختبر والماستر، فهاهما يؤكدان مجددا حضورهما واستمراريتهما داخل الحقل الجامعي؛ إذ ليس الحضور المطلوب داخل هذا الحقل هو الحضور في صيغته الكمية التي تجعل الأستاذ مجرد موظف في "العلم والثقافة"، بل الحضور الكيفي الذي يغني الحقل الجامعي والثقافي ويسهم في إدامة التواصل مع الطلبة والباحثين داخل الفصول الدراسية وخارجها وبموازاتها...
وضمن هذا العمل الوطني المواطن، تتموضع لقاءات خميس القاضي عياض التي سيتم الإعلان بعد حين عن برنامجها العام، كما ستتم تغطية فعالياتها على قنوات اليوتوب وفوق جميع الدعامات الإلكترونية المتاحة...
وواضح من الملصق البرنامجي أدناه أن لقاء الخميس 11 نونبر 2021 يهم واحدا من إصدارات مختبر تحليل الخطاب وأنساق المعارف: جماليات الغرض الشعري ... الذي يعتبر ثمرة جهد طويل ومضني بادر إليه الزميل الدكتور الرضواني الرحالي. وسيرافقه في القراءة والإضاءة الزميل الدكتور محمد فخر الدين....
وعلاوة على طلبة الماستر والدكتوراه، فمجال الحضور مفتوح أمام الباحثين والمثقفين والمهتمين....

18 سبتمبر 2021

الدخول الجامعي: منارات جامعة القاضي عياض



بتقديم وتنسيق الأستاذين: د.يوسف الإدريسي ود.عبد الجليل بن محمد الأزدي، وبتصدير د.عبد الرحيم بنعلي عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية بمراكش، وترسيخا لثقافة الاعتراف ... وصونا لذاكرة جامعة القاضي عياض ولمؤسساتها الأكاديمية العتيدة، وتثمينا وتقديرا لجهود الرعيل الأول المؤسس للدرس الجامعي بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بمراكش انكب منذ صيف 2019 مختبر تحليل الخطاب وأنساق المعارف وماستر النقد القديم: أنساقه ومناهجه على جمع الدروس والمحاضرات التي ألقاها أو قدمها ضمن مطبوعات دراسية الجيل الأول المؤسس، فتم رقنها وتصحيحها وتنسيقها، قبل تقديمها للمراجعة والنظر لأصحابها أو لزملائهم ممن خبروا نتاجهم وأساليبهم في الكتابة والتحليل، لتتم بعد ذلك مصادقة أجهزة وهياكل البنيتين العلمية والأكاديمية على طبعها ونشرها. وبهذا المعنى، يشكل هذا العمل العلمي عودة - بمعنى ما- لعصر التدوين وترهينا له.
واليوم وبعد انتهاء عمليات طبع ما يربو على ستة عشر عنوانا، نَزُفُّ البشرى لعموم الطلبة القدامى والجدد لكلية الآداب والعلوم الإنسانية بمراكش، وكل الأساتذة الباحثين والمهتمين والمتابعين، مقدمين لهم وثائق تاريخية بامتياز تحقق سبقا أكاديميا وتاريخيا بطبع دروس الرعيل المؤسس للدرس الجامعي،
وكما تمكن تلك الكتب بما حوته من دروس ومحاضرات ألقيت خلال المواسم الجامعية الممتدة من 1980 إلى 1987 من رسم صورة عن مستوى البحث ومضامين التأطير العلمي والبيداغوجي خلال مرحلة هامة من تاريخ المغرب الحديث، وخلال زمن أكاديمي خاص، والنظر بعد ذلك في مآلات ذات البحث والتأطير تطورا ونضجا أو قطيعة وتغيرا ونكوصا...
وإذ نعتز في مختبر تحليل الخطاب وأنساق المعارف وماستر النقد العربي القديم: أنساقه ومناهجه بتمكننا أخيرا من إخراج هذا الإرث الثمين، نهنئ أنفسنا وكل الرواد المؤسسين والرعيل الأول من طلبة كلية الآداب والعلوم الإنسانية بمراكش بصدور هذه الكتب، وهو ما يندرج في المشروع العلمي الذي آلينا على أنفسنا رفعه والذهاب به بعيدا ترسيخا لثقافة الاعتراف، وصونا لذاكرة الكلية والجامعة وقيمها الأخلاقية والأكاديمية الحقة والرفيعة، وهو المشروع الذي سرنا على هديه هذه السنة، في المختبر والماستر بتنظيم درس افتتاحي تفضل بإلقائه في مستهل السنة الجامعية الحالية 2020-2021 رئيس اللسانيين المغاربة فضيلة العلامة: د.مولاي أحمد العلوي، وتنظيم حفل أكاديمي لتشجيع الخيال الطلابي والتلاميذي أيضا زمن كوفيد 19، وحرصنا قبله على تنظيم أيام دراسية ولقاءات علمية ومؤتمرات دولية لقمم جامعية طبعت الدرس الجامعي المغربي، بالإضافة إلى إحياء تراث زاخر طبع جامعة القاضي عياض وكلية الآداب والعلوم الإنسانية في بدايات انطلاقتها مع جيل الرواد، وبخاصة إحياء برنامج خميس القاضي، إلى غير ذلك من المبادرات والفعاليات التي حرصنا دوما من خلالها على أن تظل جامعة القاضي عياض وعبرها كلية الآداب والعلوم الإنسانية منارة من منارات التكوين والتربية والفكر وثقافة الأنوار والتنوير...
أخيرا، إذا كانت هذه اللحظة الاحتفائية تسمح ضمن شروط الراهن الجامعي والوطني العام بالوقوف وقفة إجلال وتقدير لأساتذتنا الأجلاء الذين يرجع إليهم الفضل في وضع اللبنات الأولى للدرس الجامعي ... وظل عملهم الجبار ... وتفانيهم في رسالتهم ... عنوانا بارزا للحظة من لحظات مجد الجامعة والكلية، فما كان لها أن تتحقق لولا الدعم الكبير والتشجيع المتواصل للسيد رئيس جامعة القاضي عياض الأستاذ الدكتور مولاي الحسن احبيض، والسيد عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية بمراكش الدكتور عبد الرحيم بنعلي.
فباسم مختبر تحليل الخطاب وأنساق المعارف وماستر النقد العربي القديم: أنساقه مناهجه نتوجه بجزيل الشكر وعميق العرفان للسيد رئيس جامعة القاضي عياض على دعمه لهذه المباردة وغيرها من المبادرات التي ترسخ المعنى الإنساني النبيل للجامعة والجامعيين.... كما نتوجه بخالص عبارات الشكر والتقدير للسيد عميد كلية الآداب بمراكش على جميل دعمه وكريم تشجيعه لمثل هذه المبادرات وحرصه الشخصي على تتبعها ورعايتها....

أ.د. يوسف الإدريسي - مدير مختبر تحليل الخطاب وأنساق المعارف
أ.د. عبد الجليل بن محمد الأزدي - منسق الأنشطة الأكاديمية والمشرف على النشر العلمي

19 يوليو 2021

 مسك ختام حلقات التكوين في دورتها الأولى التي سطرها طيلة شهر يوليوز مختبر تحليل الخطاب وأنساق المعارف وماستر النقد العربي القديم: أنساقه ومنهاجه لفائدة طلبة الماستر والدكتوراه، يقدم فضيلة الأستاذ الدكتور مصطفى الجوزو محاضرة علمية في موضوع: موقف الشعراء العرب في القرن العشرين من التراث... وهي محاضرة سبق لفريق المختبر والماستر ان نسق في شأنها مع العلامة الجليل ضمن نشاط علمي احتفائي بمنجزه العلمي والأدبي، لكن ظروف الجائحة حالت دون تخفيف قيود التنقل والانتقال فشاءت أن يتم الاقتصار الآن على تقديم المحاضرة في انتظار زوال الجائحة للقاء الأستاذ الجليل واستضافته في المختبر وفي رحاب كلية الآداب بمراكش ...



شكرا لكم أستاذنا الجليل على تفضلكم بقبول دعوة المختبر والماستر

18 يوليو 2021

الفلسفة والنقد

 ضمن الدورة التكوينية لطلبة السلك الثالث التي ينظمها ماستر النقد العربي القديم أنساقه ومناهجه ومختبر تحليل الخطاب وأنساق المعارف انتظمت صبيحة اليوم السبت 17 يوليوز 2021 بكلية الآداب مراكش حلقة جديدة في موضوع: الفلسفة والنقد ساهم فيها الأستاذ الدكتور السعيد اخي الذي جعل من عمله الاطروحي: نظرية الشعر بين فلسفة ابن رشد وبلاغة القرطاجني مدارا لبحث علاقة النقد بالفلسفة في التراث العربي ولبحث درجات التفاعل بين الشعريتين اليونانية والعربية...




أثر الأدب في التحليل النفسي

 الأدب مدخلا للتحليل النفسي شكل هذا الطرح موضوع اللقاء التأطيري الذي نظمه مختبر الخطاب وأنساق وماستر النقد القديم أنساقه ومناهجه ضمن سلسلة اللقاءات الرامية إلى استكمال تكوين طلبة السلك الثالث


وقد شكل اللقاء مناسبة لمطارحة الدكتور حسن المودن سؤال أثر الأدب في التحليل النفسي، وكما عودنا دوما الأستاذ المحاضر في مشاريعه العلمية القائمة على خلخلة القناعات الأكاديمية الراسخة ومراجعتها كانت المحاضرة فرصة لتأكيد بغير قليل من الاطمئنان اعتراف فرويد بفضل الروائيين والشعراء على البحث النفسي، ولمواصلة اختبار نجاعة طرحه الرائد الباحث القائم على البحث في خصوصية الهوية الثقافية عن عقد متأصلة في اللاشعور الفردي والجامعي والتي تسمح بالتخلص من ترسبات عقدة الأوديب وغيرها مما أصبح مطية لاجترار الأحكام ذاتها لصالح البحث عن عقد بديلة اكثر رسوخا من قبيل عقدة قتل الأخ التي تفتح التأويل النصي على آفاق أكثر رحابة، وهو ما ابرزه الأستاذ الباحث حسن المودن من خلال نماذج نصية وطروحات نظرية وتصورات تحليلية قدمها في مشروعه النقدي الواعد والمثمر...

شكرا لك العزيز سي حسن باحثا رصينا ومثقفا مهووسا بالسؤال وبقلقه المنتج والواعد...

16 يوليو 2021

الإيقاع في قصيدة الزجل المغربي

 


في إطار برنامجه لاستكمال التكوين لطلبة السلك الثالث استضاف مختبر تحليل الخطاب وأنساق المعارف وماستر النقد القديم أنساقه ومناهجه صبيحة يوم الجمعة 16 يوليوز 2021 الزجال المغربي إدريس بلعطار لتقديم محاضرة علمية في موضوع: الإيقاع في قصيدة الزجل المغربي، وهي المحاضرة التي أبرز في ثناياها الأستاذ إدريس بلعطار عميق خبرته ودقيق معرفته بمميزات الإيقاع وخصائصه البنائية والمقطعية التي تعكس كما أوضح خصوصية التجربة الزجلية المغربية وثراء أفقها التعبيري والموسيقي التناغم مع الايقاعات والأصوات الأمازيغية... مستدلا على ذلك بنماذج نصية ومقطعية دالة...من موروثه الذاكري وصميم تجربته الزجلية الفريدة والدالة على اقتدار وعمق تمثل ..مما يفسر بعضا من أسرار تألقه الاستثنائي في قصيدة الزجل وأفانين إنشادها والجذب على ايقاعات حروفها وأصواتها الغناء...





30 يونيو 2021

حرية الإبداع وإبداع الحرية

ينظم ماستر النقد العربي القديم - أنساقه ومناهجه ومختبر تحليل الخطاب وأنساق المعارف لقاء ثقافيا، ضمن حلقات استكمال التكوين، مع الأستاذة الشاعرة نادية عبد القادر رياض، في أفق التباحث بصدد علائق الفن والإبداع بالحرية، أي للنظر في أثر الحرية أو نقيضها على الإبداع.



ومن الموائم في هذا السياق التوكيد استباقا على أمرين متكافلين: أولهما أن المبدع شخص متمرد يتطير دائما وأبدا من الثقافة المسيطرة الـمُطْمَئِنة والـمُطَمْئِنة؛ ولهذا تأسست المدارس الإبداعية دوما على التمرد؛ إذ يطرد الرومانسي الكلاسيكي قبل أن يطردهما الحداثي معا. وثانيهما، يُشَدِّد على أن وحدة الحرية والإبداع لا تلغي مبدأ الاستقلال الذاتي النسبي للفن، وفق الإفادات النظرية التي علمنا إياها الفيلسوف الفرنسي لوي ألثوسير في رسالته بصدد الفن، ثم الناقد الفرنسي بيير ماشري ضمن سطور كتابه: دفاعا عن نظرية في الصناعة الأدبية (1966).
يصطدم المبدع دوما بالسلطة السياسية ويرسم عدوه الطبقي والوطني بأبعاد مختلفة، وينتمى للمضطهدين الذين يشعرون بالظلم ولا يستطيعون التعبير عنه، كما يوحّد بين العقل الذي يطرح الأسئلة ويفتش عن إجابات والتعبير الذي يأتي من الروح ومدارس الحياة والتجربة.
وقد يحوّل المبدع السخرية لسلاح نضال ومقاومة، كما قد يعتمد على الكلام لممارسة الفن الشعبي الديمقراطي، كما قد يعير صوته لمن لا صوت لهم كما في خماسية عبد الرحمن منيف الروائية: مدن الملح، التي كتبت حكايةَ النفطِ والفقراء الذين هدم النفطُ خيامهم ولم يستفيدوا سوى القحط، مثلما تكشف ذلك بمرارة رواية السعودي أحمد أبو دهمان: الحزام (صدرت هذه الرواية بالفرنسية عن دار غاليمار، وبعد الرواج الكبير الذي عرفته، نقلها صاحبها إلى العربية ونشرتها دار الساقي عام 2001).


15 يونيو 2021

استكمال التكوين الدكتور محمد المرتاح: بناء الببليوغرافيا النقدية

أطلق مختبر تحليل الخطاب وأنساق المعارف برنامجا علميا عمده تحت اسم: استكمال التكوين؛ وهو برنامج خاص بطلبة ماستر النقد العربي القديم وبطلبة الدكتوراه المسجلين ضمن مختبر تحليل الخطاب وأنساق المعارف.

وقد تم تدشين هذه الانطلاقة باستضافة الزميل الأستاذ الدكتور محمد المرتاح في مداخلة تهم بناء الببليوغرافيا النقدية كعمل تمهيدي في كل بحث علمي. وفي أفق توضيح المعنى العملي للبيبليوغرافيا النقدية، اشتغل الزميل محمد المرتاح على موضوح كامل التحديد والتعيين: تزفيتان تودوروف من تكريم الشكلانيين إلى مساءلة الآخر؛ وشكل هذا الموضوع مناسبة لمتابعة منجز البلغاري تودوروف في الحقل الثقافي الفرنسي متابعة كرونولوجية تزهد في النوافل وتتجه صوب الجوهري في مجمل كتابات هذا المغترب المتعدد والموسوعي...

شكلت مداخلة الأستاذ الدكتور محمد المرتاح فرصة لنقاش مفتوح وديمقراطي مع طلبة الماستر والدكتوراه في شأن قضايا عديدة تبدأ من أسئلة النص والمنهج والنقد وضرورة تمييز الآلات النظرية ولا تنتهي عند أسئلة المثاقفة والتثاقف والتبادل الثقافي وعولمة الثقافة والسياسة الليبرالية الجديدة وإشكالات الهوية والخصوصية والتعدد والاختلاف والتسامح وغيرها من الإشكالات الحارقة الراهنة...
وإجمالا، شكلت لحظة استكمال التكوين هذه عرسا ثقافيا مشهودا وحقيقيا أعاد إلى الأذهان المعنى الحقيقي للتكوين ولاستكمال التكوين ضمن الأفق المفتوح على تجاوز العقم العلمي والانخراط في بحث علمي فعلي وحقيقي يطرح السؤال ويقاربه، ثم ما يفتأ يجدد السؤال ومقاربته...
فشكرا للزميل الأستاذ الدكتور محمد المرتاح على كل ما بذله، داخل غلاف زمني امتد أكثر من ثلاث ساعات، من أجل أن نرتقي معه إلى المعارج السامية التي تتكافل فيها فائدة العلم ومتعته وتتشافعان...

18 مايو 2021

مختبر تحليل الخطاب وانساق المعارف يتوج قصة: رياح من الغرب بجائزة الإبداع التلاميذي 2021

 في إطار خميس القاضي عياض، وانفتاحا للبنيات التربوية والعلمية للجامعة على محيطها، وتشجيعا للطاقات المبدعة، نظم مختبر تحليل الخطاب وأنساق المعارف وماستر النقد القديم أنساقه ومناهجه حفلا علميا وثقافيا احتفاء بالنص القصصي: رياح من الغرب للتلميذة نسرين الداوس التي برهنت بمحكيه وتقنياته السردية وأدواته القصصية عن طاقة خلاقة وقدرات هائلة في الكتابة التخييلية، وهو الحفل الذي حرص فريق المختبر والماستر على أن يكون عرسا علميا حقيقيا عبر الاعتراف الأكاديمي والتشجيع المؤسساتي بالتلميذة نسرين... ومنح فرصة المواكبة الأكاديمية والمقاربة العلمية لطلبة الماستر والمختبر عبر تسييج النص السردي للتلميذة نسرين: رياح من الغرب بأوراق نقدية تقاربه مقاربة تلامس بنياته وخصيصاته وفضاءه ومهيمنات الحكي فيه،

كما تميز الحفل بالحضور الشخصي والمشاركة الفعلية للزجال المغربي الأصيل الأستاذ Driss Belaatar الذي اتحف الحاضرين وأكرم كل المشاركين وأمتعهم بقصائده الزجلية التي تحيي حروف الدارجة المغربية وكلماتها ومعانيها الأصيلة....وتطلق عنانها في مدارات البوح لتتغنى بالحياة والأرض والتراب والإنسان.... وعرف الحفل كذلك حضور إعلاميين وأساتذة أفاضل من أسلاك تعليمية مختلفة، قدموا من الرباط واليوسفية والشماعية وآسفي لمشاركة نسرين الدواس وادريس بلعطار وطلبة الماستر والمختبر اللحظة التاريخية غير المسبوقة التي تكسر فيها تقليد راسخ يرهن الاحتفاء بالمبدعين والمبدعات على مكونات الجسد الجامعي...وهو ذات التقليد الذي ظل يقصر ولوج الحرم الجامعي على حملة الباكلوريا وحدهم... ولم يكن يسمح لمن دونهم بأخذ الكلمة... للبوح والتعبير فيه... الأمر الذي شكل سابقة لا مثيل لها في حدود ما تحتفظ به ذاكرتنا منذ أكثر من ثلاثين سنة، وأتاح للتلميذة نسرين الداوس في كلمتها الختامية أن تبهر جمهور الحاضرين والمتابعين الذين وقفوا لتحيتها وتهنأتها على ماعبرت عنه وتعد به ابداعا، وهو ما حرص الفريق الساهر على تنظيم اللقاء عليه برمجتها في آخر اللقاء، الذي تم في ختامه توزيع شهادات المشاركة ونسخة من الكتاب الذي تم إصداره بالمناسبة، والذي يضم فضلا عن قصة التلميذة: رياح من الغرب الأوراق النقدية التي ألقاها طلبة مختبر تحليل الخطاب وأنساق المعارف وماستر النقد العربي القديم أنساقه ومناهجه....ليختتم في تمام الساعة السابعة مساء اللقاء العلمي بحفل شاي على شرف المشاركين....















30 مارس 2021

حفل تسليم جوائز الإبداع الطلابي

 شهدت رحاب كلية الآداب والعلوم الإنسانية بمراكش مساء يوم الإثنين 29 مارس 2021 حفلا احتفائيا بطلبتها المبدعين الذين حصلوا على جوائز الاستحقاق والتثمين بمشاركاتهم الفنية والإبداعية في مجالات جائزة الإبداع الطلابي زمن كوفيد 19، وهي الجائزة التي كانت الكلية سباقة إلى الإعلان عنها في بداية شهر أبريل الماضي، وأطلقتها لجنة مدراء المختبرات بالكلية، وكلفت الأستاذ مولاي يوسف الإدريسي مدير مختبر تحليل الخطاب وأنساق المعارف بالإشراف عليها وتنسيقها، رامية بذلك الإصغاء لصوت الطلبة وتعبيراتهم الجمالية والفنية في زمن الجائحة، تحقيقا بذلك لأحد أهم الأهداف المحددة لمهام الكلية، ألا وهي اكتشاف المهارات وتطوير الطاقات والقدرات الإبداعية لدى طلبتها المبدعين.










وقد تميز الحفل المنظم في إطار مراعاة التدابير الاحترازية، بالحضور الوازن لمسؤولي رئاسة جامعة القاضي عياض يتقدمهم رئيسها الدكتور مولاي الحسن احبيض، ونائبته في البحث العلمي، ونائبه في الشؤون البيداغوجية، بالإضافة إلى عميد كلية الآداب وعميد كلية الحقوق ورؤساء الشعب ومدراء المختبرات بالكلية، والعديد من الأساتذة والإداريين بالجامعة، وكذا بعض طلبة الكلية.
واستهل الحفل بتحية العلم الوطني والاستماع لنشيد المملكة المغربية، بعدها أشار الدكتور مولاي يوسف الإدريسي الذي سير اللقاء وأشرف على توزيع فقراته باعتباره منسق الجائزة ورئيس لجنة تحكيمها، إلى السياق الاحتفائي الذي يندرج ضمنه الحفل، بعد إطلاق الكلية لمبادرتها الأولى من نوعها وطنيا، بقصد تشجيع المواهب وكشفها واكتشافها، منوها بقيمة الأعمال المقدمة وبراعتها الفنية والجمالية، والتي تبشر بالقدوم الوازن للفائزين وإغنائهم للمشهد الثقافي والأدبي بالمغرب، ومشيرا إلى أن لحظة الاحتفاء تتصل بعمق التقاليد القديمة التي كانت تقام فيها الاحتفالات والأعراس فرحا وابتهاجا بنبوغ المبدعين والأدباء، فيستدعى علية القوم وأكابرهم للمشاركة في احتفالات الإعلان عن نبوغ الفنانين والمبدعين، وهو ما سيجل أنهم يتحقق بالحضور الوازن لرئيس الجامعة ونوابه وبعض عمداء الكليات وأساتذتها بجامعة القاضي عياض.
وبعد أن قدم معطيات إحصائية حول الجائزة، وأشار إلى أطوارها ومراحلها، شكر رئيس الجامعة وعميد الكلية على الدعم والتشجيع الذي ظلا يحيطانه بالجائزة، كما شكر مدراء المختبرات بالكلية الذين وضعوا الثقة فيه لتولي تسيير والإشراف على الجائزة، ونوه بالجهود الجبارة التي بذلها السادة أعضاء لجنة الجائزة لإنجاحها.
وأعطى الكلمة إثر ذلك للسيد رئيس جامعة القاضي عياض الدكتور مولاي الحسن احبيض الذي أثنى على المبادرة، ونوه بقيمتها وأهميتها، لا سيما وأنها تندرج في إطار أهداف الجامعة ومسؤوليتها التي لا تقتصر على التكوين العلمي والتحصيل التربوي، ولكنها تتجاوز ذلك إلى اكتشاف الطافات والمواهب وتشجيعها وتثمين عملها، وهو ما تشكل جائزة كلية الآداب نموذجا رائدا له، مستغلا الفرصة لشكر عميد الكلية وفريق الإشراف على الجائزة برئاسة الأستاذ مولاي يوسف الإدريسي، ومنوها بقيمة الأعمال المبتكرة والنوعية التي عبرت عنها مكونات الجامعة، خلال فترة الحجر الصحي، والتي جعلت الجامعة مثالا يحتذى في الخلق والابتكار والتفوق الأكاديمي، وهو ما تجلى من خلال العديد من المبادرات التربوية والعلمية والمصاحبة للطلبة لتجاوز كل الصعوبات والمزيد من الرقي بقيمة الجامعة، ليشير إلى أن قيمة الجائزة تبرز في كونها ستمكن من توثيق لحظة بارزة في حياة المغاربة، سيتم الرجوع إليها لاحقا بالدراسة والتحليل والاستشراف، هي لحظة بقدر ما كانت قاسية استخلصنا منها العبر، وتمكنا اليوم بفضل الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله من كسب الرهان، نتيجة تقدم المغرب ضمن الدول العشرة في العالم من تحقيق المناعة الجماعية لكل المواطنين.
وبعد ذلك تناول الكلمة السيد عميد كلية الآداب الذي أثنى ثناء كبيرا على قيمة الحدث وأهميته، شاكرا السيد رئيس الجامعة على دوام التشجيع والاحتضان، ومنوها بالعمل الجبار الذي حققته لجنة الإبداع الطلابي زمن كوفيد 19 بالإشراف الرفيع والمتميز للدكتور مولاي يوسف الإدريسي، الذي قبل مشكورا طلب زملائه مدراء المختبرات بتحمل مسؤولية الإشراف والتتبع، وهو ما قام به باحترافية مشهود لها، لم تقف عند إنجاز عمل تحكيمين بل تجاوزت ذلك إلى تنظيم حفل احتفائي متميز، وكذا إصدار كتاب وقرص مدمج يؤرخان للمناسبة، ويضمان الأعمال الورقية والرقمية المشارك بها والحائزة على جائزة الاستحقاق، ليهنئ بدوره الطلبة الفائزين بجوائز الاستحقاق، مشيرا إلى أن إرجاء تنظيم حفل تسليم الجوائز إلى الفترة البينية بين الدورتين الخريفية والربيعية، لكونه يصادف شهر مارش، شهر الخلق والابتكار والاحتفال بالجمال والإبداع والخصوبة، ولكونه كذلك يتزامن مع الأجواء الاحتفالية العامة التي تشهدها المملكة المغربية تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، بفعل نجاح خطته السديدة في ضمان وتعميم عمليات التلقيح ضد كورونا، تلك الخطة التي جعلت المملكة المغربية الشريفة محط إشادة وتنويه دول العالم كلها، والتي تحقق للمواطنين الصحة والحمايةـ وتجعلهم من أوائل المنتصرين على الجائحة بفعل تبصر وحكمة صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، وحفظه بما حفظ به الذكر الحكيم.
وبعد كلمتي رئيس الجامعة وعميد الكلية أشارت الكلمة باسم المشاركات والمشاركين إلى فرادة اللحظة وأهميتها التاريخية في المسار التكويني للطلبة، وإلى كونها أتاحت للطلبة بالكلية فرصة للبوح والتعبير خارج مدرجات المؤسسة واقسامها، شاكرة كل القائمين على الجائزة، ومنوهة بالمستوى الرفيع في التواصل والتتبع، راجية أن تكون ثمة فرصة أخرى للطلبة في دورات لاحقة لترسيخ هذا الفعل الجمالي الجميل.
إثر ذلك تناول منسق الجائزة ورئيس لجنة التحكيم الكلمة فأوضح أن فرادة اللحظة تستدعي الاحتفاء والتشجيع، لاسيما ولأنها تمثل حدثا تاريخيا غير مسبوق، وسيجل بمداد من الفخر في تاريخ الكلية والجامعة، ووعيا بكل ذلك، ومضيا في ترسيخ الفعل الجميل، أشار إلى أن لجنة التحكيم قررت منح ثلاثة أنواع من الجوائز: الجائزة الأولى هي جائزة الاستحقاق وتشمل لوحة إلكترونية من النوع الجيد، وشهادة استحقاق، ونسخة من كتاب الجائزة، ونسخة من القرص المدمج، والجائزة الثانية وهي جائزة التثمين، وتشمل شهادة تنويه، ونسخة من كتاب الجائزة، ونسخة من القرص المدمج، والجائزة الثالثة، وتشمل شهادة مشاركة لكل المشاركين الذين قبلت أعمالهم الشخصية للتباري.
وبعد أن تم توزيع جوائز الاستحقاق على الطلبة الفائزين، أشار الأستاذ مولاي يوسف الإدريسي أن ثمة نوعا آخر من التكريم قررته اللجنة يتمثل في تثمين الأعمال الفنية والإبداعية المشارك بها، وتحول الأساتذة من موقع المحتفى بهم وبإنتاجاتهم، ليصبح طلبتهم هم موضوع الاحتفاء بأعمالهم، وهو ما سيتم من خلا ليوم دراسي تكون فيه أعمال الطلبة الفائزين موضوع قراءة واحتفاء... واحتفال...
وفي نهاية حفل تسليم الجوائز، خصص حفل شاي على شرف الحاضرين والفائزين والمشاركين.

جائزة الإبداع الطلابي زمن كوفيد 19 - د.يوسف الإدريسي



في الأصل كان الحلم ... وقبل البدء-قبل كل بدء .. كان الحب ... الحب الحقيقي الذي لا نعثر عليه... ولا يمكن أن يوجد ويحيا في التراتيل ووصايا الوأد والحروف الراسخة في عقد التعويض واستيهامات خريف العمر... الذي سيظل متأخرا عن العمر حتى ولو أضيفت إلى عمره أعمار مضاعفة... لكونه يخلف دوما موعده مع الحلم ووعده للحب... الحب الحقيقي طبعا... الذي لا يقبل أن يتخلق وينمو ويكبر ويتكبر إلا في رحم الحلم ... إدراكا منه ... أن الإنسان أصلا ... نزل -كما تقول الحكايات الدينية ... والقصص الأسطورية... وكما تؤكد الأنثربولوجيا- من جنته الأولى ورحمه الدافئة ...إثر لحظة حب راسخة في الحلم ... فكان مصيره أن يبحث باستمرار عن حلمه الأول ... وحبه الأبدي الراسخ في النفس والفؤاد... والذي انفلت منه مثل صبي تاه في بحر من الزحام...تاركا له بعضا من الأحلام... وكثيرا من الأماني التي تتطلع إلى لحظة لقاء جديد للبوح بها...فكانت الرحلة في سماوات الحياة والإبداع والفكر وفاء لذكرى طفل علمنا معنى الحلم وربانا على أن نضبط نبض القلب وخفقان الفؤاد على الحب والوفاء للشغب الجميل الذي يهدي الكبار إلى سبيل الرشد الطفولي الضائع في الزحام ...

تعلمنا ذلك وقد صرنا كبارا... وتمسكنا به وقد أصبحنا أساتذة نتعلم بكل روح طلابية من طلبتنا ... الذين رأينا فيهم جميعا طفلا شبيها بنا ... يحمل بعضا من تقاسيم الروح... وكثيرا من أحلام الفؤاد...التي تصدح بانتصار الحب والجمال على كل الجوائح التي تستجعل الرحيل وتعلن دنو ساعة الخراب الأخير...
ولأننا تربينا على الإصغاء أولا ... الإصغاء دائما...لأحلام الطفل الساكن فينا... ولشغب الطالب الماثل في فكرنا ... وشرودنا ... كنا دوما نعود إليه ... لنصغي ونتعلم في حضرة هواجسه ... وبسماته ...شغبه المعرفي والجمالي ...والطلابي أيضا الأصل الأصيل للحلم ... والقيمة السرمدية للحب ... الحب الراسخ في النفوس والأفئدة...حتى يبقى الطفل العابر في النفوس... والطالب الراسخ في الوجدان... حيا فينا ... ونظل أحياء به ... وبأحلامه ... الجميلة والمتجددة...
لذلك فحين أعلنا -في عز الجائحة - عن تنظيم جائزة للإبداع الطلابي زمن كوفيد 19 ... كنا نبغي من ذلك- وفضلا عن الأهداف التربوية والأكاديمية والجمالية المعلنة- التأكيد أننا ازددنا يقينا، على الأقل في الجامعة، بقيمة الطالب ودوره المحوري في العمليات التعلمية، وكذا البرهنة - موقفا وسلوكا- بأن المنعطفات التاريخية التي تصنع فيها النماذج الإرشادية Les paradigmes الجديدة تتدخل فيها كل الأصوات المجتمعية...ومعطيات الكل الاجتماعي ... لتبلورها... وتشكل كثيرا من قسماتها...وملامحها...
فهنيئا لكل الطلبة المشاركين على المستوى الرفيع الذي عبروا عنه ... في تمثل اللحظة والتعبير عنها... والبوح بكثير مما لم ... ولن يستطيعه المنظرون الفاقدون لبوصلة الحب... ووهج الحلم ... الحب الحقيقي طبعا الذي لا يحيا في غير عالم الحلم ... وملكوته الساحر ...

2018 حصاد