30 أبريل 2019

اللسانيات الحاسوبية وتحديث الدرس اللساني العربي


ينظم مختبر تحليل الخطاب وأنساق المعارف بشراكة وتعاون مع المركز الجهوي لمهن التربية والتكوين –الفرع الإقليمي- أسفي يوما دراسيا في موضوع:
اللسانيات الحاسوبية وتحديث الدرس اللساني العربي
وذلك يوم الجمعة 03 ماي 2019 - ابتداء من العاشرة صباحا- بمقر المركز الجهوي - أسفي



11 أبريل 2019

تودوروف المغترب المتمرد ووحدة المتعدد كتاب جديد ضمن منشورات المختبر للأستاذ عبد الجليل بن محمد الأزدي


تودوروف: من بلاغة الأدب إلى بلاغة الفضاء العمومي

يواظب مختبر تحليل الخطاب وأنساق المعارف على تأثيت رأسماله الرمزي بمصنفات علمية ذات أهمية خاصة. وفي هذا السياق، وضمن سلسلة دراسات وأبحاث يأتي كتاب: تودوروف المغترب المتمرد ووحدة المتعدد، الذي أراده عضو المختبر الأستاذ الزميل الدكتور عبد الجليل بن محمد الأزدي تأبينا علميا للناقد الذي غادرنا مؤخرا(2017) تزفيتان تودوروف. يستهل الكتاب وجوده بمقدمة، لتتوالى فقراته، وهي 17 بالتحديد، راصدة تطورات الكتابة عند تودوروف وتحولاتها من بلاغة الدلالة الأدبية إلى بلاغة التمرد والفضاءات العمومية.

وتودوروف مثقف إنساني جدير بالاهتمام والاحتـرام. وقد شكل في سبعينيات القرن الماضي واحدا من طليعة نقاد الأدب والـمُنَظِّرين اللامعين. وحظيت كتاباته بأهمية منقطعة النظيـر، كما تم استقبالها وتلقيها في الحقل الثقافي بقدر كبيـر من التثمين والتقدير، وخاصة: نظرية الأدب – نصوص الشكلانيين الروس (1965)،  الأدب والدلالة (1967)، نحوُ الديكاميرون (1969)، مدخل إلى الأدب العجائبـي (1970)،  شعريات النثـر (1971)، الشعريات (1977)، نظريات الرمز (1977)، الرمزية والتأويل (1978)، ميخائيل باختيـن – المبدأ الحواري (1981)...
وقد أسهم في ترسيخ المقاربة البنيوية للنصوص والأجناس الأدبية، بقدر إسهامه في تعريف الفرنسيين وغيرهم بالميراث الشكلاني الروسي وبمداخلات ميخائيل باختين في حقل الرواية وفلسفة اللغة. ومجمل هذه الإسهامات لا يُقدَّر بثمن، وشكَّلَ ولا زال مرجعا لا مندوحة عنه للمشتغل بالأدب والمنشغل بأسئلة البلاغة الجديدة وتحليل السرد والمقاربة المحايِثَة للنصوص والأجناس.
ولم تنفصل اهتماماته بالمجال العمومي عن انشغالاته العلمية – الأكاديمية، إذ يمكن مَنْ يُتابِع كتاباتِه التقاط خيط أحمر يشكل لازمة الفكر والتفكيـر، ابتداء من ترجمة نصوص الشكلانيين الروس (1965)ن وصولا إلى أعداء الديمقراطية (2012)، والمتمردون (2015)، وانتصار الفنان (2017)، مرورا طبعا بكتابه عن مواجهة المطلق أو الشر المستطير (1991) الذي أبان فيه عن صرامة عالية في التحليل وهو يسائل المنطق الداخلي المحايث للنظام  الكُلِيَّاني  ومراكز الاعتقال ومعسكرات الإبادة  من خلا ل  شهادات  ضحايا الستالينية والنازية.
والقصد هنا أخلاقي: إذ على النقيض تماما من الحكم المسبق  المنتشر، لم يختف التضامن والتكافل والتآزر في معسكرات الاعتقال والإبادة، بل اتخذت أشكالا وصيغا  مختلفة سعى تودوروف إلى تمييزها  بصفتها تستجيب لفضائل خاصة ومتميزة. ذلك أن الهَبَّات والانتفاضات والثورات وصيغ التضامن العملية والفاعلة وأشكال الشفقة والرحمة تمثل مواقف تؤكد إنسانية الإنسان في مواجهة أقصى درجات المهانة والعبث بكرامة الإنسان. صحيح أن هذه الصيغ يمكن ان تكون بتوجيه إيديولوجي، غير أنها ليست كذلك دائما، طالما يكون محركها الشفقة أو مجرد الاهتمام بالآخر والقلق عليه.
 ومن رأي تودوروف أن هذه الأشكال لا تتساوى في جميع الأزمنة لأنها لا تستعمل القيم نفسها: فالبعض يفضل قيما تجريدية، والبعض الأخر يفضل أشخاصا بأعيانهم، وعلى أساس هذا التفضيل الأخيـر، يمكن تشييد أخلاق يومية تتواءم مع الزمن الراهن.
وانطلاقا من المقارنة بين شهادات ضحايا المعسكرات والناجين منها، يستخلص إفادة مقتضاها استحالة تأسيس أخلاق معينة إلا شريطة التوقف عن التفكير في الشر بمصطلح الغيرية والشذوذ. فهذه الأخلاق ممكنة انطلاقا من الأخوة التـي تمت صيانتها برغم  فظاعة المعسكر، ومن الصمود الأصم بهذا القدر أو ذاك أمام المهانة وإهدار الكرامة. يستتبع هذا طرح سؤال حارق: كيف لرب أسرة طيب أن يكون في الوقت نفسه جلادا ساديا؟ وفي سبيل الاقتراب من الجواب، يتوكأ  تودوروف على استنتاجات الكاتب الإيطالي  بريمو ليفي  Primo Levy،(1919 -1987) الذي ظل يردد هذا السؤال المرعب في كتاباته: ما ذا لو كان إنسانا (1947)، الهدنة ( 1963)، النظام المرحلي (1975)، المفتاح الانجليزي (1975). وضمن الخط العام لهذه الخلاصات،  يحلل هذا الازدواج وهذه الشكيزوفرينيا الاجتماعية التي ميزت الأنظمة التوتاليتارية، ليبين أنها موجودة بكيفية كامنة في جميع المجتمعات. إن التفرقة والتخصص والنفعية والكلبية تساهم جميعا في اغتيال الوعي الأخلاقي وتقود المواطن المنصاع والمنبطح إلى إلغاء كل سؤال عن مردودية أفعاله خارج مداره الخاص وحدوده الضيقة.
وعلى هذا النحو، فكل شيء تحت نيـر الأنظمة الكليانية وفي معسكرات الاعتقال تمت برمجته وفق ما يجعل الجلاد ينسى إنسانية الضحية. ويؤكد تودوروف أن ما أتاح هذا الشر الهائل والمستطير سمات مشتركة ويومية في حياتنا جميعا: تجزئة العام ونزع الطابع الشخصي عن العلاقات الإنسانية، وتطبيق الفكر الأداتي، العلمي والتكنولوجي، في العلاقات بين الناس. هكذا يكشف المطلق المتطرف عن شرٍّ تعرف الديمقراطيات الغربية كيف تحتويهن كما تعرف حجم الكارثة التـي يهدد بها المجتمع والوجود والأخلاق.
وعليه، فالأخلاق ملزمة بالاتكاء على الاعتراف بسهولة ويُسْرِ الخيـر والشر معا، وباتخاذ ما يلزم من الحيطة والحذر دائما في سبيل النظر إلى الشخص الإنساني بصفته غاية في ذاته، لا بصفته وسيلة.  وهذا بالتأكيد أساس الإنسية الذي تمت البرهنة عليه خارج مدارات الإيديولوجية، ويجب العض عليه بالنَّواجذ حين الرغبة في كسب قيمة إنسانية مضافة وتجنُّب عودة أزمنة الرعب والفظاعة والكوابيس. 
يوسف الإدريسي - مختبر تحليل الخطاب وأنساق المعارف


07 أبريل 2019

الدرس الافتتاحي الأول لماستر النقد العربي القديم للأستاذ الدكتور عبد العزيز جسوس يصدر في كتاب



بادر مختبر تحليل الخطاب وأنساق المعارف إلى الشروع في إصدار سلسلة محاضرات عامة تعنى بنشر الدروس والمحاضرات الافتتاحية التي قدمها فاعلون جامعيون في مستهل الموسم الجامعي أو في إطلاق شرارة فعاليات واحد من المؤتمرات الدولية أو الندوات الوطنية والأيام الدراسية التي دأب المختبر إياه على تنظيمها إسهاما في الفعل الثقافي داخل الحقل الجامعي بصفته حقل قوة وصراع.
وفي سياق هذه المبادرة التي تعبر عن اجتهاد أكيد وغير مسبوق، أطلق في فضاء النشر والتداول الدرس الافتتاحي الأول لماستر النقد العربي القديم- أنساقه ومناهجه. والدرس هذا قدمه الزميل الأستاذ عبد العزيز جسوس تحت عنوان: نقد الشعر عند العرب - التأسيس وعوامله. وقد صدر ضمن كتيب صغير بحجمه، لكنه عظيم بأهمية القضايا النظرية والتاريخية والمنهجية التي اقترحها عبر ما ينيف عن ستين صفحة من مقاس 21/15. وقد نقول استباقا إن أهمية هذا الدرس الافتتاحي تعود ضمن أشياء أخرى إلى وزن صاحبه وإلى موضوعه وإلى طبيعة الأسئلة التي اقترحها وقاربها وسعى إلى إنتاج معرفة بها، ويعود قبل هذا وذاك إلى تقديمه كدرس افتتاحي في سياق جامعي يعرف الكثير من الناس خصوصية التناقضات المتحكمة به وطبيعة الصراعات القائمة فيه.
وقد قام بإعداد وتنسيق هذا الإصدار الجديد الأستاذ يوسف الإدريسي وعبد الجليل بن محمد الأزدي الذي كتب مقدمته كذلك. وبالنظر في اسم المحاضر عبد العزيز جسوس والأسماء المشكلة لهيئة أركان الإعداد والتنسيق، يظهر خيط واصل يمد الجسور بين المرحوم العلامة أمجد الطرابلسي والباحث الشاب والواعد يوسف الإدريسي وما يطمح إليه ماستر النقد العربي القديم. 
وبهذا المعنى، يمكن الحديث عن هذا الإصدار بصفته إعلانا عن استمرارية مدرسة تعنى بإعادة قراءة التراث النقدي في شذراته ونصوصه الأصولية المؤسسة، وتحديدا نقد الشعر الذي هيمن في حقل الثقافة العربية القديمة بالتكافل مع هيمنة القصيدة في حقل الصناعة الأدبية، وهي مدرسة الأستاذ العلامة أمجد الطرابلسي. ويومئ هذا الخيط الواصل أو الجسر الممتد من الأمجد أمجد الطرابلسي إلى الأنجد يوسف الإدريسي، عبر الأستاذ عبد العزيز جسوس، إلى لبنة في مشروع لازال قيد التأسيس والانبناء، مشروع متواصل الحلقات، والبث يجدد نفسه وأدواته وطرائق تفكيره في ضوء جديد المعرفة الإنسانية على امتداد أكثر من ستة عقود. وضمن هذا المعنى، يمكن التقاط بعض دلالات الدرس الافتتاحي لماستر النقد العربي القديم، ثم معاني ودلالات أن يضطلع بهذا الدرس الأستاذ عبد العزيز جسوس، وأخيرا معنى ودلالة أن يكون الدرس هذا متمفصلا على عوامل تأسيس نقد الشعر عند العرب...

                                                                                                                                  د. عبد الجليل بن محمد الأزدي - مراكش 7 أبريل 2019

2018 حصاد