30 يونيو 2021

حرية الإبداع وإبداع الحرية

ينظم ماستر النقد العربي القديم - أنساقه ومناهجه ومختبر تحليل الخطاب وأنساق المعارف لقاء ثقافيا، ضمن حلقات استكمال التكوين، مع الأستاذة الشاعرة نادية عبد القادر رياض، في أفق التباحث بصدد علائق الفن والإبداع بالحرية، أي للنظر في أثر الحرية أو نقيضها على الإبداع.



ومن الموائم في هذا السياق التوكيد استباقا على أمرين متكافلين: أولهما أن المبدع شخص متمرد يتطير دائما وأبدا من الثقافة المسيطرة الـمُطْمَئِنة والـمُطَمْئِنة؛ ولهذا تأسست المدارس الإبداعية دوما على التمرد؛ إذ يطرد الرومانسي الكلاسيكي قبل أن يطردهما الحداثي معا. وثانيهما، يُشَدِّد على أن وحدة الحرية والإبداع لا تلغي مبدأ الاستقلال الذاتي النسبي للفن، وفق الإفادات النظرية التي علمنا إياها الفيلسوف الفرنسي لوي ألثوسير في رسالته بصدد الفن، ثم الناقد الفرنسي بيير ماشري ضمن سطور كتابه: دفاعا عن نظرية في الصناعة الأدبية (1966).
يصطدم المبدع دوما بالسلطة السياسية ويرسم عدوه الطبقي والوطني بأبعاد مختلفة، وينتمى للمضطهدين الذين يشعرون بالظلم ولا يستطيعون التعبير عنه، كما يوحّد بين العقل الذي يطرح الأسئلة ويفتش عن إجابات والتعبير الذي يأتي من الروح ومدارس الحياة والتجربة.
وقد يحوّل المبدع السخرية لسلاح نضال ومقاومة، كما قد يعتمد على الكلام لممارسة الفن الشعبي الديمقراطي، كما قد يعير صوته لمن لا صوت لهم كما في خماسية عبد الرحمن منيف الروائية: مدن الملح، التي كتبت حكايةَ النفطِ والفقراء الذين هدم النفطُ خيامهم ولم يستفيدوا سوى القحط، مثلما تكشف ذلك بمرارة رواية السعودي أحمد أبو دهمان: الحزام (صدرت هذه الرواية بالفرنسية عن دار غاليمار، وبعد الرواج الكبير الذي عرفته، نقلها صاحبها إلى العربية ونشرتها دار الساقي عام 2001).


15 يونيو 2021

استكمال التكوين الدكتور محمد المرتاح: بناء الببليوغرافيا النقدية

أطلق مختبر تحليل الخطاب وأنساق المعارف برنامجا علميا عمده تحت اسم: استكمال التكوين؛ وهو برنامج خاص بطلبة ماستر النقد العربي القديم وبطلبة الدكتوراه المسجلين ضمن مختبر تحليل الخطاب وأنساق المعارف.

وقد تم تدشين هذه الانطلاقة باستضافة الزميل الأستاذ الدكتور محمد المرتاح في مداخلة تهم بناء الببليوغرافيا النقدية كعمل تمهيدي في كل بحث علمي. وفي أفق توضيح المعنى العملي للبيبليوغرافيا النقدية، اشتغل الزميل محمد المرتاح على موضوح كامل التحديد والتعيين: تزفيتان تودوروف من تكريم الشكلانيين إلى مساءلة الآخر؛ وشكل هذا الموضوع مناسبة لمتابعة منجز البلغاري تودوروف في الحقل الثقافي الفرنسي متابعة كرونولوجية تزهد في النوافل وتتجه صوب الجوهري في مجمل كتابات هذا المغترب المتعدد والموسوعي...

شكلت مداخلة الأستاذ الدكتور محمد المرتاح فرصة لنقاش مفتوح وديمقراطي مع طلبة الماستر والدكتوراه في شأن قضايا عديدة تبدأ من أسئلة النص والمنهج والنقد وضرورة تمييز الآلات النظرية ولا تنتهي عند أسئلة المثاقفة والتثاقف والتبادل الثقافي وعولمة الثقافة والسياسة الليبرالية الجديدة وإشكالات الهوية والخصوصية والتعدد والاختلاف والتسامح وغيرها من الإشكالات الحارقة الراهنة...
وإجمالا، شكلت لحظة استكمال التكوين هذه عرسا ثقافيا مشهودا وحقيقيا أعاد إلى الأذهان المعنى الحقيقي للتكوين ولاستكمال التكوين ضمن الأفق المفتوح على تجاوز العقم العلمي والانخراط في بحث علمي فعلي وحقيقي يطرح السؤال ويقاربه، ثم ما يفتأ يجدد السؤال ومقاربته...
فشكرا للزميل الأستاذ الدكتور محمد المرتاح على كل ما بذله، داخل غلاف زمني امتد أكثر من ثلاث ساعات، من أجل أن نرتقي معه إلى المعارج السامية التي تتكافل فيها فائدة العلم ومتعته وتتشافعان...

2018 حصاد