30 مارس 2021

حفل تسليم جوائز الإبداع الطلابي

 شهدت رحاب كلية الآداب والعلوم الإنسانية بمراكش مساء يوم الإثنين 29 مارس 2021 حفلا احتفائيا بطلبتها المبدعين الذين حصلوا على جوائز الاستحقاق والتثمين بمشاركاتهم الفنية والإبداعية في مجالات جائزة الإبداع الطلابي زمن كوفيد 19، وهي الجائزة التي كانت الكلية سباقة إلى الإعلان عنها في بداية شهر أبريل الماضي، وأطلقتها لجنة مدراء المختبرات بالكلية، وكلفت الأستاذ مولاي يوسف الإدريسي مدير مختبر تحليل الخطاب وأنساق المعارف بالإشراف عليها وتنسيقها، رامية بذلك الإصغاء لصوت الطلبة وتعبيراتهم الجمالية والفنية في زمن الجائحة، تحقيقا بذلك لأحد أهم الأهداف المحددة لمهام الكلية، ألا وهي اكتشاف المهارات وتطوير الطاقات والقدرات الإبداعية لدى طلبتها المبدعين.










وقد تميز الحفل المنظم في إطار مراعاة التدابير الاحترازية، بالحضور الوازن لمسؤولي رئاسة جامعة القاضي عياض يتقدمهم رئيسها الدكتور مولاي الحسن احبيض، ونائبته في البحث العلمي، ونائبه في الشؤون البيداغوجية، بالإضافة إلى عميد كلية الآداب وعميد كلية الحقوق ورؤساء الشعب ومدراء المختبرات بالكلية، والعديد من الأساتذة والإداريين بالجامعة، وكذا بعض طلبة الكلية.
واستهل الحفل بتحية العلم الوطني والاستماع لنشيد المملكة المغربية، بعدها أشار الدكتور مولاي يوسف الإدريسي الذي سير اللقاء وأشرف على توزيع فقراته باعتباره منسق الجائزة ورئيس لجنة تحكيمها، إلى السياق الاحتفائي الذي يندرج ضمنه الحفل، بعد إطلاق الكلية لمبادرتها الأولى من نوعها وطنيا، بقصد تشجيع المواهب وكشفها واكتشافها، منوها بقيمة الأعمال المقدمة وبراعتها الفنية والجمالية، والتي تبشر بالقدوم الوازن للفائزين وإغنائهم للمشهد الثقافي والأدبي بالمغرب، ومشيرا إلى أن لحظة الاحتفاء تتصل بعمق التقاليد القديمة التي كانت تقام فيها الاحتفالات والأعراس فرحا وابتهاجا بنبوغ المبدعين والأدباء، فيستدعى علية القوم وأكابرهم للمشاركة في احتفالات الإعلان عن نبوغ الفنانين والمبدعين، وهو ما سيجل أنهم يتحقق بالحضور الوازن لرئيس الجامعة ونوابه وبعض عمداء الكليات وأساتذتها بجامعة القاضي عياض.
وبعد أن قدم معطيات إحصائية حول الجائزة، وأشار إلى أطوارها ومراحلها، شكر رئيس الجامعة وعميد الكلية على الدعم والتشجيع الذي ظلا يحيطانه بالجائزة، كما شكر مدراء المختبرات بالكلية الذين وضعوا الثقة فيه لتولي تسيير والإشراف على الجائزة، ونوه بالجهود الجبارة التي بذلها السادة أعضاء لجنة الجائزة لإنجاحها.
وأعطى الكلمة إثر ذلك للسيد رئيس جامعة القاضي عياض الدكتور مولاي الحسن احبيض الذي أثنى على المبادرة، ونوه بقيمتها وأهميتها، لا سيما وأنها تندرج في إطار أهداف الجامعة ومسؤوليتها التي لا تقتصر على التكوين العلمي والتحصيل التربوي، ولكنها تتجاوز ذلك إلى اكتشاف الطافات والمواهب وتشجيعها وتثمين عملها، وهو ما تشكل جائزة كلية الآداب نموذجا رائدا له، مستغلا الفرصة لشكر عميد الكلية وفريق الإشراف على الجائزة برئاسة الأستاذ مولاي يوسف الإدريسي، ومنوها بقيمة الأعمال المبتكرة والنوعية التي عبرت عنها مكونات الجامعة، خلال فترة الحجر الصحي، والتي جعلت الجامعة مثالا يحتذى في الخلق والابتكار والتفوق الأكاديمي، وهو ما تجلى من خلال العديد من المبادرات التربوية والعلمية والمصاحبة للطلبة لتجاوز كل الصعوبات والمزيد من الرقي بقيمة الجامعة، ليشير إلى أن قيمة الجائزة تبرز في كونها ستمكن من توثيق لحظة بارزة في حياة المغاربة، سيتم الرجوع إليها لاحقا بالدراسة والتحليل والاستشراف، هي لحظة بقدر ما كانت قاسية استخلصنا منها العبر، وتمكنا اليوم بفضل الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله من كسب الرهان، نتيجة تقدم المغرب ضمن الدول العشرة في العالم من تحقيق المناعة الجماعية لكل المواطنين.
وبعد ذلك تناول الكلمة السيد عميد كلية الآداب الذي أثنى ثناء كبيرا على قيمة الحدث وأهميته، شاكرا السيد رئيس الجامعة على دوام التشجيع والاحتضان، ومنوها بالعمل الجبار الذي حققته لجنة الإبداع الطلابي زمن كوفيد 19 بالإشراف الرفيع والمتميز للدكتور مولاي يوسف الإدريسي، الذي قبل مشكورا طلب زملائه مدراء المختبرات بتحمل مسؤولية الإشراف والتتبع، وهو ما قام به باحترافية مشهود لها، لم تقف عند إنجاز عمل تحكيمين بل تجاوزت ذلك إلى تنظيم حفل احتفائي متميز، وكذا إصدار كتاب وقرص مدمج يؤرخان للمناسبة، ويضمان الأعمال الورقية والرقمية المشارك بها والحائزة على جائزة الاستحقاق، ليهنئ بدوره الطلبة الفائزين بجوائز الاستحقاق، مشيرا إلى أن إرجاء تنظيم حفل تسليم الجوائز إلى الفترة البينية بين الدورتين الخريفية والربيعية، لكونه يصادف شهر مارش، شهر الخلق والابتكار والاحتفال بالجمال والإبداع والخصوبة، ولكونه كذلك يتزامن مع الأجواء الاحتفالية العامة التي تشهدها المملكة المغربية تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، بفعل نجاح خطته السديدة في ضمان وتعميم عمليات التلقيح ضد كورونا، تلك الخطة التي جعلت المملكة المغربية الشريفة محط إشادة وتنويه دول العالم كلها، والتي تحقق للمواطنين الصحة والحمايةـ وتجعلهم من أوائل المنتصرين على الجائحة بفعل تبصر وحكمة صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، وحفظه بما حفظ به الذكر الحكيم.
وبعد كلمتي رئيس الجامعة وعميد الكلية أشارت الكلمة باسم المشاركات والمشاركين إلى فرادة اللحظة وأهميتها التاريخية في المسار التكويني للطلبة، وإلى كونها أتاحت للطلبة بالكلية فرصة للبوح والتعبير خارج مدرجات المؤسسة واقسامها، شاكرة كل القائمين على الجائزة، ومنوهة بالمستوى الرفيع في التواصل والتتبع، راجية أن تكون ثمة فرصة أخرى للطلبة في دورات لاحقة لترسيخ هذا الفعل الجمالي الجميل.
إثر ذلك تناول منسق الجائزة ورئيس لجنة التحكيم الكلمة فأوضح أن فرادة اللحظة تستدعي الاحتفاء والتشجيع، لاسيما ولأنها تمثل حدثا تاريخيا غير مسبوق، وسيجل بمداد من الفخر في تاريخ الكلية والجامعة، ووعيا بكل ذلك، ومضيا في ترسيخ الفعل الجميل، أشار إلى أن لجنة التحكيم قررت منح ثلاثة أنواع من الجوائز: الجائزة الأولى هي جائزة الاستحقاق وتشمل لوحة إلكترونية من النوع الجيد، وشهادة استحقاق، ونسخة من كتاب الجائزة، ونسخة من القرص المدمج، والجائزة الثانية وهي جائزة التثمين، وتشمل شهادة تنويه، ونسخة من كتاب الجائزة، ونسخة من القرص المدمج، والجائزة الثالثة، وتشمل شهادة مشاركة لكل المشاركين الذين قبلت أعمالهم الشخصية للتباري.
وبعد أن تم توزيع جوائز الاستحقاق على الطلبة الفائزين، أشار الأستاذ مولاي يوسف الإدريسي أن ثمة نوعا آخر من التكريم قررته اللجنة يتمثل في تثمين الأعمال الفنية والإبداعية المشارك بها، وتحول الأساتذة من موقع المحتفى بهم وبإنتاجاتهم، ليصبح طلبتهم هم موضوع الاحتفاء بأعمالهم، وهو ما سيتم من خلا ليوم دراسي تكون فيه أعمال الطلبة الفائزين موضوع قراءة واحتفاء... واحتفال...
وفي نهاية حفل تسليم الجوائز، خصص حفل شاي على شرف الحاضرين والفائزين والمشاركين.

جائزة الإبداع الطلابي زمن كوفيد 19 - د.يوسف الإدريسي



في الأصل كان الحلم ... وقبل البدء-قبل كل بدء .. كان الحب ... الحب الحقيقي الذي لا نعثر عليه... ولا يمكن أن يوجد ويحيا في التراتيل ووصايا الوأد والحروف الراسخة في عقد التعويض واستيهامات خريف العمر... الذي سيظل متأخرا عن العمر حتى ولو أضيفت إلى عمره أعمار مضاعفة... لكونه يخلف دوما موعده مع الحلم ووعده للحب... الحب الحقيقي طبعا... الذي لا يقبل أن يتخلق وينمو ويكبر ويتكبر إلا في رحم الحلم ... إدراكا منه ... أن الإنسان أصلا ... نزل -كما تقول الحكايات الدينية ... والقصص الأسطورية... وكما تؤكد الأنثربولوجيا- من جنته الأولى ورحمه الدافئة ...إثر لحظة حب راسخة في الحلم ... فكان مصيره أن يبحث باستمرار عن حلمه الأول ... وحبه الأبدي الراسخ في النفس والفؤاد... والذي انفلت منه مثل صبي تاه في بحر من الزحام...تاركا له بعضا من الأحلام... وكثيرا من الأماني التي تتطلع إلى لحظة لقاء جديد للبوح بها...فكانت الرحلة في سماوات الحياة والإبداع والفكر وفاء لذكرى طفل علمنا معنى الحلم وربانا على أن نضبط نبض القلب وخفقان الفؤاد على الحب والوفاء للشغب الجميل الذي يهدي الكبار إلى سبيل الرشد الطفولي الضائع في الزحام ...

تعلمنا ذلك وقد صرنا كبارا... وتمسكنا به وقد أصبحنا أساتذة نتعلم بكل روح طلابية من طلبتنا ... الذين رأينا فيهم جميعا طفلا شبيها بنا ... يحمل بعضا من تقاسيم الروح... وكثيرا من أحلام الفؤاد...التي تصدح بانتصار الحب والجمال على كل الجوائح التي تستجعل الرحيل وتعلن دنو ساعة الخراب الأخير...
ولأننا تربينا على الإصغاء أولا ... الإصغاء دائما...لأحلام الطفل الساكن فينا... ولشغب الطالب الماثل في فكرنا ... وشرودنا ... كنا دوما نعود إليه ... لنصغي ونتعلم في حضرة هواجسه ... وبسماته ...شغبه المعرفي والجمالي ...والطلابي أيضا الأصل الأصيل للحلم ... والقيمة السرمدية للحب ... الحب الراسخ في النفوس والأفئدة...حتى يبقى الطفل العابر في النفوس... والطالب الراسخ في الوجدان... حيا فينا ... ونظل أحياء به ... وبأحلامه ... الجميلة والمتجددة...
لذلك فحين أعلنا -في عز الجائحة - عن تنظيم جائزة للإبداع الطلابي زمن كوفيد 19 ... كنا نبغي من ذلك- وفضلا عن الأهداف التربوية والأكاديمية والجمالية المعلنة- التأكيد أننا ازددنا يقينا، على الأقل في الجامعة، بقيمة الطالب ودوره المحوري في العمليات التعلمية، وكذا البرهنة - موقفا وسلوكا- بأن المنعطفات التاريخية التي تصنع فيها النماذج الإرشادية Les paradigmes الجديدة تتدخل فيها كل الأصوات المجتمعية...ومعطيات الكل الاجتماعي ... لتبلورها... وتشكل كثيرا من قسماتها...وملامحها...
فهنيئا لكل الطلبة المشاركين على المستوى الرفيع الذي عبروا عنه ... في تمثل اللحظة والتعبير عنها... والبوح بكثير مما لم ... ولن يستطيعه المنظرون الفاقدون لبوصلة الحب... ووهج الحلم ... الحب الحقيقي طبعا الذي لا يحيا في غير عالم الحلم ... وملكوته الساحر ...

2018 حصاد