21 أكتوبر 2019

جابر عصفور في ضيافة مختبر تحليل الخطاب وأنساق المعارف






تكريما للمفكر العربي الكبير معالي الدكتور جابر عصفور واحتفاء بمنجزه النقدي والترجمي والأدبي، وفي إطار البرنامج العلمي والثقافي لمختبر تحليل الخطاب وأنساق المعارف برسم الموسم الجامعي 2019-2020 والذي يندرج في سياق الاحتفال باليوبيل الفضي الذي يوافق الذكرى الأربعينية لتأسيس جامعة القاضي عياض وانطلاق التكوين الجامعي بشعبة اللغة العربية وآدابها بكلية الآداب والعلوم الإنسانية -مراكش، نظم مختبر تحليل الخطاب وأنساق المعارف المؤتمر العلمي الدولي الأول في موضوع: أسئلة المنهج في قراءة التراث: 1- من التراث إلى التنوير، يومي 23-24 أكتوبر/تشرين الأول 2019 بالمدرج 6 في رحاب كلية الآداب والعلوم الإنسانية بمراكش..

وقد انطلق المؤتمر التكريمي يوم الأربعاء 23 أكتوبر 2019 ابتداء من التاسعة صباحا بجلسة افتتاحية أدارها رئيس المؤتمر ومدير مختبر تحليل الخطاب وأنساق المعارف الدكتور يوسف الإدريسي، وقد استهلها بالترحيب بالمكرم معالي الدكتور جابر عصفور شاكرا له تفضله بالموافقة على الدعوة التي وجهها له مختبر تحليل الخطاب وأنساق المعارف بالحضور والمشاركة في أشغال المؤتمر الدولي: أسئلة المنهج في قراءة التراث، وهو ما يرقى بالمؤتمر العلمي إلى درجة الحدث التاريخي بامتياز، نظرا لقيمة المحتفى به ومكانته ورمزيته العلمية والثقافية والإشعاعية والفكرية في الوطن العربي ككل، وبعد أن شكر الجهات الداعمة على كريم العناية وجميل الدعم والمساندة من أجل ضمان انعقاد المؤتمر ونجاحه، أكد السيد رئيس المؤتمر ومدير المختبر الدكتور يوسف الإدريسي أن الحضور الفعلي لمعالي الدكتور جابر عصفور يجسد حلما لطالما راود جامعة القاضي عياض وسعت إلى تحقيقه منذ زمن بعيد، حيث وجهت إليه دعوات من هذا القبيل لأكثر من مرة منذ حوالي أربعين عاما، لكن ظروفا موضوعية كانت تحول دون استجابته... فاستمرت الجامعة بكل مكوناتها تتوق للقائه واستقباله إلى أن تحقق ذلك بفضل مبادرة مختبر تحليل الخطاب وأنساق المعارف إلى تنظيم هذا المؤتمر التكريمي لمعالي الدكتور جابر عصفور، وبعد أن شكر السيد مدير المختبر د.يوسف الإدريسي أعضاء المختبر كل واحد باسمه وصفته على جميل صنيعهم، وجليل اختيارهم، نوه بالدعم والاحتضان الكبيرين اللذين خصت بهما الجهات الداعمة فعاليات المؤتمر، وفي مقدمتها السيد رئيس جامعة القاضي عياض، والسيد رئيس جهة مراكش – أسفي، والسيد رئيس المجلس الجماعي لمدينة مراكش، والسيد رئيس جمعية الأطلس الكبير، والسيد رئيس مقاطعة مراكش، والسيد عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية – مراكش.
بعد ذلك منح الدكتور يوسف الإدريسي رئيس المؤتمر ومدير المختبر الكلمة لممثلي هذه الجهات والمؤسسات، الذين أثنوا على قيمة المبادرة وأهميتها، معبرين عن بالغ تقديرهم للدكتور جابر عصفور الذي طبع الساحة العلمية والأكاديمية والفكرية في العالم العربي بإسهاماته العلمية ومشاريعه الثقافية الكبرى، وشاكرين مختبر تحليل الخطاب وأنساق المعارف على التفاتته الطيبة ومبادرته العلمية الوازنة والكريمة. وبعد ذلك أعطيت للأستاذ الدكتور المنصف عاشور، الذي عبر باسم ضيوف المؤتمر على قيمة اللحظة العلمية والاحتفائية بالدكتور جابر عصفور شاكرا للمختبر دعوته الكريمة وحسن ضيافته واستقباله، لتمنح بعد ذلك الكلمة للمحتفى به الذي عبر عن بالغ تقديره وعميق امتنانه وكبير تأثره بهذه الالتفاتة الطيبة من المختبر وجامعة القاضي عياض وكلية الآداب والعلوم الإنسانية بمراكش وكل أكاديمي المغرب ومثقفيه، مؤكدا أنها ستظل راسخة في عقله ووجدانه، باعتبارها من أجمل اللحظات وأكثرها تأثيرا في حياته، لاسيما وأنها صدرت عن مؤسسة لا يجامل أصحابها ولا يهادنون في العلم، ليتوقف بعد ذلك الحضور لتحية المحتفى به، وتقدم له بعض الهدايا الرمزية، والدرع التكريمي للمختبر، فتختتم الجلسة الافتتاحية.





مباشرة بعد ذلك كان للحاضرين موعد مع محاضرة تقديمية للأستاذ الدكتور جابر عصفور تناول فيها الدكتور علي القاسمي أخلاق الدكتور جابر عصفور وتتبع خلالها فكره ومختلف التحولات التي عرفها نتاجه الأكاديمي.
وبعد استراحة شاي، انطلقت الجلسات العلمية للمؤتمر بجلسة علمية ترأسها الدكتور عباس أرحيلة، وقدم فيها المحتفى به عرضا بعنوان: متعة القص: قراءة في ..... وهو العرض الذي أحاط بكثير من التفاصيل الدقيقة والعميقة بصدد تجربته النقدية ومسيرته الأكاديمية التي بدأها بكتابه الأطروحي المؤسس: الصورة الفنية في التراث النقدي والبلاغي عند العرب، الذي مكنه من إدراك قيمة التخييل وقاده إلى الانفتاح على عوالمه الممتعة والآخاذة، ليتحول في الأخير إلى الافتتان بعوالم القص والهيام وراء متعه الجمالية وإيحاءاته التخييلية.
أما الجلسة العلمية الثانية، فقد ترأسها الأستاذ عبد الجليل هنوش، وقدمت فيها البحوث الآتية: جدلية العلم وتاريخه: التراث واللسانيات نموذجا للأستاذ مصطفى غلفان – المغرب، منهج النحاة العرب بين العقلانية والاختبارية للأستاذ المنصف عاشور – تونس، البلاغية البِيرلمْانيَّة بين الانحسار والتوسع للأستاذ محمد الولي- المغرب، إشكالية تأصيل المصطلح اللساني الحديث في التراث للأستاذ خليفة الميساوي- السعودية.
أما الجلسة العلمية الجلسة العلمية الثالثة فترأسها الأستاذ علي القاسمي، وقد انطلقت ببحث عنوانه: قراءة التراث بين التأويل والاستعمال، للأستاذ مصطفى الغرافي- المغرب، تلاها عرض عنوانه منهج القراءة الأسلوبية الصوتية للنص الشعري التراثي للأستاذ عادل محلو – الجزائر، ومداخلة بعنوان شغف البحث عن منهج نقدي متكامل عند حسن الواد للأستاذة فوزية النفيعي- السعودية، وبحث عنوانه أركون ومعضلة التراث الاسلامي بين القراءة التراثية والقراءة الحداثية للأستاذ عبد الغني بن علي –الجزائر.
وبعد المناقشة استمرت أشغال المؤتمر بجلسة علمية رابعة ترأستها الستاذة رانية الشريف العرضاوي، وقدمت فيها البحوث الآتية: جابر عصفور مفكرا تنويريا وموقفه من التراث للأستاذ علي القاسمي- المغرب، والتأصيل والمساءلة.. وتدشين منهجية نقد النقد: (قراءة التراث النقدي نموذجًا) للاستاذ هشام زغلول- مصر، ومرايا المرايا في قراءة جابر عصفور للتراث للأستاذ محمد قيسامي- المغرب، والقراءة النسقية للتراث عند جابر عصفور للأستاذ عبد الرحمن عبد الدايم- الجزائر.
وأتت عقب هذه الجلسة جلسة خامسة ترأسها الأستاذ الرحالي الرضواني قدمت فيها العروض الآتية: من الضرورة إلى الحرية: جابر عصفور وميراث التنوير للأستاذ يحيى بن الوليد- المغرب، من أسئلة التراث في فكر جابر عصفور للأستاذة زهرة ثابت- تونس، أسئلة المنهج في قراءة التراث البلاغي والنقدي عند جابر عصفور للأستاذ اسليمان بحاري- المغرب.
وبعد استراحة قصيرة عاد المشاركون لمتابعة أشغال المؤتمر في جلسة سادسة ترأسها الأستاذ مصطفى غلفان وقدمت فيها العروض الآتية: المقاربة التفكيكية للصورة الفنية في التراث البلاغي والنقدي عند العرب للأستاذ عبد العزيز لحويدق، دراسة الصورة بين جابر عصفور وغيره من النقاد للأستاذة. رانية الشريف العرضاوي- السعودية، ثنائية التراث والتنوير في مشروع جابر عصفور للأستاذ عبد الرزاق الدغري- تونس، أزمة المنهج في قراءة التراث للاستاذ عبد الجليل بن محمد الأزدي- المغرب، السؤال ومساءلة السؤال في مشروع جابر عصفور للأستاذ يوسف الإدريسي- المغرب.
وبعد مناقشة عامة، كان للمؤتمرين موعد مع الجلسة الختامية التي ترأسها الأستاذ الدكتور عبد الجليل بن محمد الأزدي عرض خلالها تقريرا تركيبيا عن المؤتمر الدولي بصدد أسئلة المنهج في قراءة التراث - من التراث إلى التنوير؛ اقتضب فيه مجمل الأسئلة التي راجت في جلسات المؤتمر العلنية وفي كواليس كذلك؛ وقدم في ثناياه دعوة إلى توسيع مفهوم التراث كي يشمل جميع الأصول والمعارف التي تشكل سمت الإنسان فوق خريطة بلاد العرب: أصول الحياة، أصول الخطاب، أصول المتعة وأصول العمل؛ أي الأصول التي تسمح بتجارب معين بين مفهومي التراث والثقافة في معناها الأنثربولوجي؛ كما دعا إلى مراجعة المنجز من القراءات السلفية والليبرالية والماركسية وكذا القراءات ذات المزاعم العلمية، في أفق تجديد الأسئلة وترهين الإجابات أو ما يقترب من الإجابات في سياق مدموغ بالتدفقات الثقافية المواكبة للسياسة الليبرالية الجديدة، والمحمولة فوق أعنة التكنولوجيا الرقمية لحديثة...وبعد تقريره التركيبي أحال الكلمة على الدكتور جابر عصفور الذي نوه بقيمة البحث في التراث، مقدما لمحة عن مساره العلمية والأكاديمي وناصحا الطلبة الباحثين بالحرص على عدم الارتكان إلى الموضوعات السهلة والمتاحة وخوض غمار البحث في الإشكالات الكبرى والمجالات المتسعة التي تتطلب إحاطة واسعة وتدعو إلى اطلاع كبير وعميق بمجالات وحقول معرفية كثيرة ومتنوعة، لأن ذلك هو السبيل الحقيقي والناجح للتكوين الأكاديمي والتوفق العلمي، ومشددا في ذات الوقت على أن البحث العلمي هو دوما مغامرة محفوفة بالمخاطر، والباحث الحقيقي من يمتلك جرعات زائدة من الجرأة والشجاعة والجسارة والإقدام؛ ويتضاعف هذا المطلب حين يكون التنوير أفق البحث.

بعد ذلك اختتم الأستاذ الدكتور عبد الجليل بن محمد الأزدي بتقديم شهادة تقديرية باسم المختبر للدكتور جابر عصفور قدمها له باسم مختبر تحليل الخطاب وانساق المعارف مديره الأستاذ الدكتور يوسف الإدريسي، كما قدمت شهادات المشاركة لضيوف المؤتمر والمشاركين فيه، ليختتم المؤتمر بأخذ صورة جماعية.










































































































































































































































































































































































































































































ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

2018 حصاد