01 أكتوبر 2019

العلامة عباس أرحيلة يفتتح الموسم الجامعي لماستر النقد القديم بمحاضرة بعنوان: المجال الإبستمي للنقد العربي القديم حتى القرن الثاني للهجرة
















نظم ماستر النقد العربي القديم: أنساقه ومناهجه بتنسيق مع مختبر تحليل الخطاب وانساق المعارف محاضرة افتتاحية تفضل العلامة عباس أرحيلة بإلقائها بعنوانالمجال الإبستمي للنقد العربي القديم حتى القرن الثاني للهجرة، وذلك يوم الأربعاء 2 أكتوبر 2019 ابتداء من الساعة التاسعة والنصف صباحا بالمدرج 4 بكلية الآداب بمراكش....

بقلم الأستاذ الدكتور عبد الجليل الأزدي:
المجال الإبيستمي لنشأة النقد العربي حتى القرن الثاني للهجرة
ذلكم عنوان المحاضرة الافتتاحية التي سيقدمها العلامة عباس أرحيلة يوم الأربعاء 2 أكتوبر 2019 بالمدرج 4 في رحاب كلية الآداب والعلوم الإنسانية بمراكش، ابتداء من التاسعة والنصف صباحا، بدعوة من الفريق البيداغوجي لماستر النقد العربي القديم والمجلس الإداري لمختبر تحليل الخطاب وأنساق المعارف.ويتضمن الموضوع في صيغته الراهنة مفتاح الانخراط فيه، أقصد مصطلح: المجال الإبيستمي.
وكلمة إبيستيمي من الجذر اليوناني επιστήμη، وهو ما يعني العلم أو المعرفة. وضمن إشارة عابرة، خلال مناقشة مع نعوم تشومسكي عام 1971، كشف ميشيل فوكو عن مقصده بهذه الكيفية: أسعى إلى "فهم تحولات المعرفة في كل من المجال العام للعلوم وكذلك ضمن المجال العمودي إلى حد ما، والذي يشكله مجتمع وثقافة وحضارة في لحظة محددة". يشير إبيستيمي عصر إلى طريقة في التفكير وفي تمثل العالم، من شأنها أن تمتد على نطاق واسع إلى جميع الثقافات.
وأصل هذه الفكرة عن الإبيستيمي يأتي من الجمع بين مساهمتين معاصرتين في الابستيمولوجيا الفرنسية: فكرة القطيعة الابسيمولوجية التي اقترحها غاستون باشلار (واستعادها وأكدها لويس ألثوسير) ومنهج جورج كانغيليم الذي كان يصبو إلى إيجاد التماسكات الإبسيمولوجية في فترة محددة، لأنه لم يكن يؤمن بالتطور المستمر للعقل والعلوم .

في كتاب: الكلمات والأشياء (1966) وكتاب: أركيولوجيا المعرفة (1968)، وصف ميشيل فوكو ثلاثة إبيستيميات متعاقبة: إبستيمي عصر النهضة، إبستيمي العصر الكلاسي، وأخيرا إبستيمي العصر الحديث. يجمع البحث الذي أنجزه بين الفلسفة العامة والتاريخ والإبستيمولوجيا، ضمن مسلك بنيوي حاول النظر في المنظومة المفاهيمية التي أنتجت معارف عصر محدد. لكن مع كتاب حفريات المعرفة (1968)، تغير الموضوع بالفعل، وألح فوكو على الخطاب، على حساب الفكر والممارسة.
وضمن كتاب الكلمات والأشياء، كتب فوكو: " لن يتعلق الأمربمعارف وصفت ضمن تقدمها نحو الموضوعية التي يستطيع علمنا اليوم أن يتعرف فيها أخيرا على ذاته؛ ما نود أن تشمله الإضاءة، هو الحقل الابستيمولوجي، الإبيستيمي [...] الذي يصف الشروط الممكنة للمعرفة: بدلا من التاريخ بالمعنى التقليدي للكلمة، بل الأمر يتعلق بالأركيولوجيا ".
وقد أبان هذا المسح الأركيولوجي انقطاعين رئيسين في الثقافة الغربية: الأول افتتح العصر الكلاسي (حوالي منتصف القرن السابع عشر)، والثاني حدث في بداية القرن التاسع عشر، على أعتاب الحداثة (الكلمات والأشياء، ص 13). وفي مقابلة مع فوكو عام 1972، أوضح: "ما أسميته في "الكلمات والأشياء"، بالإبيستيمي ليس له علاقة بالمقولات التاريخية. أعني به كل العلاقات التي كانت موجودة في وقت واحد بين مختلف مجالات العلوم [...]. كل هذه الظواهر (الخاصة والمتميزة) بالعلاقة بين العلوم أو بين الخطابات المختلفة في مختلف القطاعات العلمية التي تشكل ما أسميه إبيستيمي عصر محدد" (حوار 1972).
وفي زمن لاحق، سيعطي تعريفا جديدا للإبيستيمي: " الجهاز الاستراتيجي الذي يجعل من الممكن فرز، من بين جميع البيانات الممكنة، تلك التي سوف تكون قادرة على أن تكون مقبولة ليس داخل نظرية علمية، ولكن داخل حقل العلمية، الذي بموجبه يمكن القول: هذا صحيح أو خاطئ. هو الجهاز الذي يجعل من الممكن فصل، ليس الصحيح عن الخاطئ، ولكن ما ليس علميا عما هو علمي " (حوارعام 1977). الأمر يتعلق بتوضيح وفهم كيف تمارس القاعدة المعرفية، الضمنية من جهة أخرى، تأثيرها على الفكر العلمي في زمن محدد.

















بقلم الأستاذ عبد اللطيف سندباد:
ألقى فضيلة العلامة الاستاذ عباس ارحيلة محاضرة افتتاحية حول موضوع " المجال الإبيستمي لنشأة النقد العربي حتى القرن الثاني للهجرة " ضمن فعاليات ثاني موسم جامعي بكلية الاداب والعلوم الانسانية مراكش لثاني فوج ماستر النقد العربي القديم أنساقه ومناهجه....
درس نقدي بيداغوجي ليس على ايقاع سابق، وأداره بسلاسة هادئة الدكتور مولاي يوسف الادريسي، درس فيه ساءل عباس ارحيلة لحظة معرفية وتاريخية شائكة وغامضة في سيرورة تشكل نقد الشعر عند العرب تتصل ببداياته المبكرة، خلال القرن الثاني الهجري، ورصد برؤية تحليلية تاريخية ثلاثة محاور، تعلقت الأولى بانبثاق الحضارة العربية الاسلامية وانفجار ينابيعها الثقافية، والثانية تناولت مميزات هذه المرحلة وحالة الشعر والنقد إبانها، والثالثة اشتغلت بوضع الناقد وعيشه بيئة التحولات الثقافية للتأسيس النقدي للشعر في مختلف تطوراته.
درس المفتتح الجامعي الثاني للماستر المذكور فصل فيه صاحبه بمنهجية اكثر من مسهبة ومفصلة ضمن حضور مميز لاساتذة جامعيين وأطر إدارية وطلبة دارسين ومهتمين بالمجال
مع كامل الامتنان للفريق البيداغوجي لماستر النقد العربي القديم والمجلس الإداري لمختبر تحليل الخطاب وأنساق المعارف، على تنزيل هذا الطقس الجامعي الفضيل
مراكش: 02/10/2019


















ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

2018 حصاد